العلاج بالحجامة


الحجامة هي إحدى الممارسات الطبية القديمة التي انتشر استعمالها في العديد من المجتمعات القديمة ومنها المجتمعات العربية . وقد ثبت في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره .
وفي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الشفاء في ثلاث : شربة عسل ، و شرطة محجم ، و كية نار ، وانا انهي امتي عن الكي ".
كما ان الحجامة تعتبر جزءاً من الطب الصيني التقليدي الموجود حتى الآن .
تراجعت الحجامة في بداية العصر الحديث واستغنى الناس عنها وخاصة في البلاد العربية ، ليحل محلها العلاج بالطب الحديث والعقاقير الطبية ، وانكر الناس على مستخدمي الحجامة وممارسيها ، واتهموهم بالتخلف ، لكن استمر بعض ممارسي الحجامة بأداء مهنتهم التقليدية وإن كانوا غير مرخصين قانونياً ، اما في الصين فإن الأطباء التقليدين لا يزالون يتمتعون بشهرة واسعة حتى ان المريض يُخيّر بين الطب الحديث المعتمد على الادوية و العقاقير وبين الطب التقليدي .
تقوم الحجامة على فصد الجلد وشفط الدم من اماكن معينة مختلفة حسب المرض الذي يعاني منه الشخص ، وهي تكون إما جافة او رطبة ، وتُستعمل فيها كأس او برطمان صغير بفوهة قطرها 5سم ، به ثقب من جانبه ، موصول به خرطوم ، والخرطوم له محبس .
يوضع الكأس على المكان المحدد ، ويُشفط الهواء من خلال الخرطوم حتى يتم تفريغ الهواء من الكأس ، وتُشفط قطعة من سطح الجلد داخله ثم يحبس الهواء بواسطة غلق المحبس ويترك الكأس بهذا الوضع لمدة تتراوح من 3-5دقائق ، ثم يُنزع الكأس فيترك مكانه دائرة حمراء ، وتسمى هذه الطريقة بالحجامة الجافة أو بكأس الهواء .
يضاف الى هذه الخطوات في الحجامة الرطبة عمل شرط صغير في الجلد مكان الدائرة الحمراء ثم يوضع الكأس مرة اخرى ويعاد شفط الهواء وحبسه مما يؤدي الى خروج الدم من الجرح الصغير ، ثم يُفرغ تدريجياً وينزع الكأس بحرص ، ويمسح الدم بقطعة من الشاش النظيف ، وتُكرر العملية الى ان يتوقف خروج الدم ، يُطهّر الجرح بعدها بمطهر او يُمسح بعسل النحل .

أنواع الحجامة :

1. الحجامة الجافة : وتستعمل كشكل من اشكال العلاج الطبيعي لآلام العضلات و المفاصل .
2. الحجامة الرطبة : وهي التي استخدمها العرب في القديم للعلاج ، وتحدّث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم .
3. الحجامة المتزحلقة : وتستعمل لعلاج آلام الظهر والعضلات ، ولشد الجلد المترهل ، وخاصة في منطقة البطن .

تستعمل الحجامة لعلاج كثير من الامراض منها :

• الصداع وخاصة الشقيقة .
• آلام المفاصل و العضلات .
• النقرس .
• متلازمة المعي المتهيج .
• الشلل النصفي .
• التبول اللاإرادي لدى الاطفال الكبار .
• السمنة .
• النحافة .
• ارتفاع الدهون في الدم .
• التشنجات .
• الربو الشعبي 

مواعيد الحجامة : 

. اتفق أهل العلم والطب أن الحجامة الجافة ليس لها وقت محدد ويمكن أن تجرى متى دعت الضرورة لها وكذلك الأمر ينطبق على باقي أنواع الحجامة الأخرى، أما الحجامة الرطبة بوساطة الكاسات، والتي نخرج بها الدم فقد اتُفق على أمرين:

1- الحجامة العلاجية: ليس لها وقت محدد بل إن وقتها هو الحاجة إلى إجرائها مع التشديد أن إجرائها في موعدها المفضل هو ابلغ وامثل للشفاء.

2- الحجامة الوقاية: لا بد أن نراعي فيها الأوقات التالية (وليس معني ذلك أنها لا تفيد بغير ما ذكرنا):

أ- الحجامة يجب أن تجرى في ساعات الصباح الأولى قبل اشتداد الحر (ومع ذلك يمكن الاحتجام ليلا للصائم إذا خاف على نفسه).
ب- الأيام المفضلة لأجراء الحجامة أحاديثها ضعيفة أو مرفوعة ولكن يجب التذكير هنا بدراسات حديثة عن علاقة أيام الشهر وذبذباتها بجسم الإنسان.
ت- أما أفضل أيام الشهر فهي (17- 19- 21) من كلّ شهر هجري وعلى هذه النقطة بالذات نقف أمام معجزة نبوية ما زال العلم عاجز عن تفسيرها.
ج- أما أفضل أوقات ألسنه لإجرائها, فهي في بداية الربيع, عند اشتداد الحر (أي اختفاء البرد), وهذا الوقت هو المفضل لإجراء ما يعرف بالحجامة الوقائية.
كما يجب الإشارة أنه من الأفضل أنْ تفعل الحجامة صباحاً قبل تناول أيّ شيء من الشراب والطعام، وذلك لأن الطعام ينشط جهاز الهضم، ومن ثمَّ تنشط الدورة الدموية، فتتحرك الرواكد التي تجمعت خلال النوم في منطقة الكاهل، ومن فوائد الحجامة على الريق تجنب الشعور بالغثيان، أو القيء، لكن يجب التنبيه أيضاً إلى أن الحجامة على الجوع الشديد ربَّما تؤدي إلى حدوث إغماء أو قيء.
وخلاصة القول في توقيت الحجامة أنه لم يصح عن النبي حديث يأمر أو ينهى عن الحجامة في يوم أو وقت معين، إلا ما كان من استحباب لعملها أيام السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين من الشهر القمري حيث بلغت أحاديثها درجة الحسن (أي دون مرتبة الصحيح)، فالمسلم الذي يرغب في الحجامة لمجرد الوقاية أو تطبيق ما ورد في السنة المطهرة يمكن أن يتحرى هذه الأيام وأما من أراد الحجامة علاجاً لمرض حاضر فليس له أن ينتظر وإنما يجريها زمن الحاجة إليها، وهذا ما اتفق عليه الجمهور من علماء الأمة، كما يوافق الرأي الطبي السديد.

العلاج بالحجامة العلاج بالحجامة تمت مراجعته من قبل محمد جودت في 2/19/2016 تقييم: 5

ليست هناك تعليقات: