(( الجهل نقيض المعرفة , و من هنا فإن البؤس الانساني يعود إلى الجهل
لا إلى الخطيئة , حيث يعيش الناس في حالة نسيان و غفلة و عدم احساس بذواتهم الحقيقة
))
قد
يترأى للبعض أن علاج الأمراض يتم فقط بتناول داوء من هنا أو عشبة من هناك ...و أن هناك
سبب أدى لهذا المرض , اهمال بالوقاية , عدوى , تغذية سيئة , ... وأحياناً لا نعرف السبب
فنرجعه الى الوراثة أو الى كون المعرفة الانسانية تبقى قاصرة ...و لعل
الذي يدعو الانسان أن يعيد النظر في كثير من القناعات التي سبق و تشكلت لديه , هو تساقطها
واحدة بعد أخرى
و لعل
التسليم بكل ما يقال فيه الكثير من الغباء و أحياناً بلاهة , حيث أن نظرة متأنية سوف
تجد أن ما يحرك هذا العالم أمور , هي غير ما يقال أو يعلن , حتى لو كانت تقدم لنا تحت
مسمى طبي أو انساني أو ديني أو أخلاقي
ولعل
بضع لقيمات حلال تكفي , و لكن نحتاج الى الكثير من التقوى والعمل و أيضاً التصالح مع
الذات و إلى السكينة و الأمان و شيء من القناعة
تلك
الروح الجميلة , التسامح , المحبة , الوفاء , الصدق , هي ما نحتاج
ولك
أن تفسر هذه الكلمات بكل اتجاه ..... فأنت حر ......
يتجه
العديد من الناس للمعالجة بما يسمى الطب البديل أو الطب الشعبي أو الطب النبوي ...
وغير ذلك من مسميات و أفضل للدلالة على هذا النوع من المعالجة بالطب الطبيعي ليس فقط
لأن المواد الداخلة فيه مصدرها طبيعي بل لأن هذا المفهوم يتضمن أو يجب أن يتضمن العودة
إلى الطبيعة الحقيقية للانسان حيث أن ابتعاد الانسان عن طبيعته الأصلية قد جعل نفسه
عرضة للامراض بكافة أشكالها و أنواعها ومن المخزي حقاً أن نرى أشخاصاً بعمر الشباب
يداومون في المشافي و عيادات الأطباء بشكل مستمر طلباً للعلاج لمختلف الأمراض النفسية
و العضوية ... لماذا
لعل
الاجابة الصحيحة هي بابتعادنا عن طبيعتنا , في المأكل و الملبس و الشراب و العمل و
النوم و الثقافة و التربية و في تراجع قيم المحبة ......
لست
راغباً في الدخول بتوضيح انعكاس ذلك على حياتنا الصحية , بل أترك ذلك لكل من يثيره
مثل هذا الفهم سواء بالقبول أو بالرفض عملاً بقوله تعالى ( لا تهدي من أحببت... )
بكل حال لا بد من الاشارة لعدة نقاط :لمعالجة
أي مرض لا بد من القيام بتشخيص طبي و علمي و دقيق للوقوف على حقيقة الحالة المرضية
و من ضمن ذلك أن تفكر كيف وصلت إلى هذه الحالة و كيف كانت البداية و ارتباطها بالطعام
أو الشراب أو العمل أو الحالة النفسية .... و من المهم جداً أن تستعين بالطبيب الموثوق
بخبرته خصوصاً في الحالات المؤلمة و الشديدة وأن تجري كافة التحاليل المخبرية و الصور
الشعاعية اللازمة و أن تطبق الخطة العلاجية التي يرسمها الطبيب . و بعد
هل
هي النهاية بالطبع الجواب إنما هي البداية هنا يأتي دورك (إن شئت) و يبدأ السؤال ما
الذي أوصلني إلى هنا
قيل
قديما الوقاية خير من قنطار علاج فإلى أي حد نعمل بهذا المبدأ
هل
فكرت يوما بما في جهازك الهضمي , هل فكرت بالكم الهائل من الاطعمة الذي تلقيه في احشائك
, هل فكرت بما يحصل في الامعاء خلال مرور تلك الاطعمة , هل فكرت ان ما يخرج من فضلات
هو نفسه الذي تأكله من فمك ( تبدو الحقيقة مؤلمة بل مقرفة )هل فكرت أنك تأكل أضعاف
ما تحتاج إليه هل و هل .....
لعل
تلك الاسئلة لتأخذ حذرك مما تلقي من أطعمة في جسمك من حيث النوع و من حيث الكم
وقيل
أيضا المعدة بيت الداء ( يجدر البحث و التقصي كم من الامراض سببها جهازك الهضمي و ما
يلقى به ) و من باب العلم بالشيء فقد نحج أحد الاطباء الهنغاريين بشفاء نفسه من مرض
ما يسمى بعرق النسا عن طريق تنظيف أمعائه بعد نصيحة من زميل له في المهنة و هناك الكثير
من الامثلة حول هذا الموضوع , واترك البحث لمن يريد حول هذا الامر
الذي
يحيرني حقا ان اطباء ايام زمان كانوا يقدمون بعض النصائح من حميات غذائية و سلوكية
بالاضافة لبعض الادوية البسيطة التي تساعد في تجاوز الازمة الصحية أما اليوم نرى ان
معظم اطباءنا و الحمد لله لا يتكلمون حول هذا الموضوع وإن سألتهم تكون الاجابة تناول
الدواء فقط
تلك
هي مصيبتنا نحن اليوم امام جهل و استعلاء الاطباء أو عدم اكتراثهم وفي الحالين المريض
هو الضحية
في الاعشاب و كي تتحقق الفائدة منها :
يجب
ان تكون حديثة الانتاج , سنة واحدة من تاريخ انتاجها و هو امر صعب التحقق منه
أقترح
طريقة لاختبار ذلك عن طريق الرائحة القوية للعشبة و لونها و مظهرها يجب
أن تكون نظيفة و أمر أكاد أجزم أنه صعب التحقق إن لم تشرف على ذلك بنفسك
بعد
التجفيف في الظل تعبأ بأواني زجاجية وتحفظ بعيداً عن الضوء و بدرجة حرارة المكان
تناول
المادة العشبية قبل الطعام صباحاً يزيد من فاعليتها أو تكون محققة إلا اذا كانت من
النوع الحار فتؤخذ مع الطعام كي لا تسبب أذية للجهاز الهضمي
إن
تحققت الشروط السابقة فالنتائج تظهر ابتداءً من اليوم الثالث و لا تستعجل فالاعشاب
ليست كحبة الدواء مركزة فالمادة الفعالة في العشبة تكون بتركيز أقل و تحتاج لمدة أطول
ليظهر مفعولها مع أن بعض الاعشاب تكون فعاليتها أسرع من الادوية الكيميائية مثل المريمية
اذا أخذت للمغص الحاد الناتج عن البرد أو لتعديل البرولاكتين لدى النساء بحالات الفطام
إن
لم تظهر أية نتائج بعد ثلاثة أيام يجب دراسة الأمر من حيث نوعية العشبة و حيث ملائمتها
للمرض و من حيث التزامك بحمية معينة ........
لكن
بعض الحالات المرضية تحتاج لمدة طويلة ليبدأ تأثير العشبة مثل السكري و أمراض الضغط
و تضييق الشرايين و الأورام ... بالاضافة للحمية حيث لا فائدة من تناول أي علاج إن
لم يترافق مع حمية غذائية مناسبة ومن المهم تذكر أمر هام حول هذا الموضوع أن تراكم
الاهمال الصحي لأشهر أو لسنوات لن يزول بين ليلة و ضحاها
ودمتم سالمين
مر الكلام
تمت مراجعته من قبل محمد جودت
في
2/22/2016
تقييم:
تمت مراجعته من قبل محمد جودت
في
2/22/2016
تقييم:

ليست هناك تعليقات: